مرحباً بكم فى مدونتى الألكترونية

مرحبا بكم فى مدونتى الألكترونية , فقد شرفنى مروركم

الأحد، نوفمبر 16، 2008

اطعام فاه الحكومة

اطعام فاه الحكومة
عثمان نصرالدين
كنت أجلس ذات مرة مع صديقى حسن أمام دكانه الذى لا يحتوى الكثير من البضاعة،فجأة قفز مسرعا إلى الداخل،أخذ الأقفال وأوصد الأبواب وطلب منى بأن نذهب لنواصل ونستنا هناك،إندهشت،ماذا جرى؟ لماذا تقفل المحال؟ قال : الميري جاى أى البلدية قادمة. ومالها البلدية؟ قال: إنهم يطلبون الضرائب. لا يا أخى،الضرائب من حق الدولة عليك،لماذا تتهرب؟ رد: لا يا عثمان، نحن ندفع والله أكثر من ولكنها أصبحت لاتحتمل،وبدأ يعد لى عدد الضرائب،السنوية منها والشهرية وأرقاهما المالية فتعجبت. وما هى لحظات حتى رأيت جميع الدكاكين مقفلة.فى نهار يوم آخر،قادما من مدينة كسرى المجاورة،كان فى التاكسى الذى أقله إمرأة لها فى خلفيته جوال دقيق إشترته من كسرى فى وقت إستشرى فيه غلاء سعره فى إنجمينا،ومن كسرى حتى سوق ديمبى مررنا بخمس وحدات جمارك متحركة لها محطات متقاربة،وفى كل محطة تدفع المرأة ما بين المائة والمائتين مقابل جوالها الذى لا يحتوى أكثر من عشرون كلغ..عند وصولنا إلى المحطة الأخيرة سألتها ما إذا كان ما صرفته على العصابات الجمركية إضافة إلى سعره فى كسرى يتعدى سعره بإنجمينا أم لا؟هذا فى وقت تجد فيه أفراد الأسرة الحاكمة يدخلون بضائعهم بغير جمارك فى وضح النهار،وأى بضائع،ليست أرطال سكر أو أكياس دقيق بل إنها حاويات أى والله حاويات..حكى لى أحد الأخوة من حرس حدود أنقيلى/كسرى بأنه تأتيهم عجائز الأسرة الحاكمة فى جنح الليل بمسدسات وكلاشينكوفات ويجبرونهم على فتح الكبرى لتمر عربات بضائهم،ويقول لى لو حاول أحد الرفض فإنه سوف يقضى بقية الليل وليالى أخر فى مكان مجهول وإبراحه ضربا.هذا والأمثلة كثيرة لشاهد عيان.. إكتشفت بأننا لسنا مطالبون باطعام أفواه أسرنا فحسب ..بل اطعام فاه الحكومة قبلها.. وأى فم.. فم كبير كلما ابتلع لقمة قال هل من مزيد.فى تشاد،داخل الوطن يعني الموت رهقاً وذلاً.. من لم يمت بسيف الجبايات والرسوم مات كمداً بحسرة الإحساس بأنه مواطن بغير مواطنة.بربكم أسألكم جميعاً.. هل نحن بلد فقير؟؟ أى بلد في العالم يملك مثل ما نملك من موارد طبيعية وثراء الأرض في سطحها وفي جوفها؟. أى بلد يملك مثلنا ؟.إذن لماذا بعد كل هذا نحن فقراء؟. لماذا لسان حالنا (رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير..)ماهي النظرية الاقتصادية التي تفترض أن تقليم أظافر المواطن وحصد ماعنده ترفع من شأن الأمة.. كيف تكبر امة تتقلص همة مواطنها.. كيف يعيش وطن أهله أموات بذل الجبايات والرسوم؟ ..عجبا...

ليست هناك تعليقات: