مرحباً بكم فى مدونتى الألكترونية

مرحبا بكم فى مدونتى الألكترونية , فقد شرفنى مروركم

الثلاثاء، ديسمبر 12، 2006

حالنا لا تسر الصديق ولا العدو

حلنا لا تسر الصديق و لا العدو : عثمان نصرالدين
بلد يتخبط أمام مفارق طرق كلها إلى المجهول، تبدو تشاد كعربة قطار انفلتت من عقالها، وحيدة تمضي على القضبان، انفصلت عن العربة الأولى فأصبحت بلا قيادة ولا توجيه للمسار، منزوعة الفرامل لا تعرف كيف تتوقف قبل الانهيار، ماضية بلا هدف وبدون قدرة على تعديل الاتجاه، هائمة على وجهها لا تلوي على شيء.!!
بلد عاش أطول فترة في تاريخه تحت حاكم أتقن صناعة تجريف البدائل، رئيس اقترب من الستين من عمره( أطال الله بقاءه) ولا بديل له يمضي بالبلد فترة انتقالية بين عهد امتد طويلا بأكثر مما تحتمل طبائع الأمور، وعهد يتطلع إليه التشاديون لعله يحمل لهم أملا في مستقبل أفضل، لا بديل مطروح غير تبادل السلطة بين الرئيس ونجله، حتى هذا النوع من التبادل سدت منافذه مع إعلان الرئيس انه باق حتى آخر نفس يتردد في صدره، وأنه في سدة الرئاسة حتى آخر نبض يتحرك في شرايينه، فانحصرت البدائل في لاشيء.!
بلد مسدودة نوافذ الأمل فيه، لا يعرف ما الذي ينتظره في الغد القريب، مرهون بالنفس الأخير للرئيس، كأنه لن يأتي يوم يجد نفسه أمام الاستحقاق الكبير، استحقاق الرئيس القادم، والنظام الجديد، كل شيء معد لكي لا يكون هناك بديل غير المجهول، أقصيت كل البدائل وكل مشاريع البدائل من على خشبة المسرح، وهيئت لاستقبال مسرحية من فصل واحد وبديل وحيد وبطل منولوجي.!!
بلد اختلطت فيه كل الأوراق، واختلطت عليه الحلول، وتكاثرت فيه السياسات، وكثرت فيه الزعامات، وتراجعت فيه القضايا الحقيقية لصالح قضايا مفتعلة، وأصبح فيه أبو قرش مثل أبو قرشين، كلاهما بلا ثمن.!بلد يعاني مشكلة مزدوجة في حكومته وفي معارضته، استُتبِِعَِت كل الأحزاب السياسية، وصارت مجرد رديف لحكم الحزب الواحد، والرئيس الوحيد، والبديل المفقود، حكومة أفسدت كل شيء ومعارضة لم تصلح من نفسها لتقدم البديل عن فساد الحكم، وشعب لا يثق في الحكومة، ولا المعارضة تثق فيه، ويعرف أن الحكومة لا تقدر على إصلاح ما أفسدته، ويعرف أن فساد المعارضة لا يصلح بديلا عن فساد الحكومة، لا يثق المواطن في المعارضة بأكثر مما يثق في حكومته، وربما الحكمة الشعبية تقول أن الفساد الذي تعرفه أفضل من الفساد الذي لم تجربه، كلهم منعزلين عن قضاياه الحقيقية، كلهم مفصولين عن حرمانه، كلهم منفصلين عن أوجاعه، كلهم يتاجرون في آلامه، كلهم يقدم مطالبه قبل مطالب الناس، كلهم يؤثر مصالحه على مصالح الناس.!
بلد بيوت الناس فيه مغلقة على الألم والجوع والعطالة وانتظار المجهول، وأقسام البوليس تأن من آهات فيه تتوجع كل ليلة في العرض على الظابط، وفي استعراض الموت على أرصفة الشوارع التي ازدحمت بأبنائها الذين لا مأوى لهم، وفي حفلات الاغتصاب لأولاد الشوارع الذين اجترحوا بيوتا لهم أرصفة الشوارع في قلب المدينة التي أصبح أغنياؤها بلا قلب، وأصبح حكامها بلا ضمير!
بلد قلوب الناس فيه مغلقة على الخوف من يوم غد، والخوف يملأ الشوارع، وال Ans في كل مكان تستوقف وتشتبه وتوقف من تريد تحت طائلة الطوارئ، والأمن السياسي هو الأمن المعتبر وباقي أنواع الأمن مغيبة، خارجة عن دوائر اهتمام النظام، فأصبح الأمن مسئولية شخصية لكل مواطن، القوي يأكل الضعيف، حكم الغابة يسود، والبلطجة فعل شعبي تحت حماية حكومية، بلطجية يؤدون أدوارهم المرسومة في مواجهة المعارضين، ثم تطلق يدهم في ممارسة البلطجة الأهلية كما يشاءون، بلطجية في الشوارع( عيني عينك )، وبعلم الوزير والخفير، في مواجهة الشعب لأنهم ليسوا على الهوى الحكومي وغير مضبوطين على الموجة المطلوبة.!!بلد سدت منافذ الشرعية فيه على جيل كامل موزع على أكثر من اتجاه فلا مسلمه مقبول، ولا مسيحيه مقبول.!
بلد وضع في شنطة سفر حكامه، معروض للبيع في سوق السياسة الدولية، لا دور له في إقليمه بينما تعاظمت أدوار الصغار، حتى أن دولة القناة التلفزيونية أصبحت أكبر تأثيراً في المحيط الإقليمي من دولة الدور القائد، والريادة المفقودة.!
بلد غاب عن دوره الإقليمي وحكومة غابت عن دورها في الداخل، وجهان لعملة واحدة، وعملة هذا النظام مثله لم تعد تساوي قيمة الورق الذي طبعت عليه.!!
وبعد , حالنا أكثر من بائس و لا يسر الصديق و لا العدو حكومة و معارضة فالرعية نالها ما نالها ما ذا أنتم و شعب تشاد فاعلون ؟ الحياة إختيار حر و على كل أن يختار............ دامت تشاد ودام شعبها.

ليست هناك تعليقات: